عندما أمر ببعض الذكريات أتمنى لو تعود بي ، لكي أستطيع تذوق طعمها الغريب ، الذي يترك في القلوب أثرا حلوا كطعم السكر .. وقبل أن أترككم مع قصة كتبتها بنفسي تذكروا ( إذا لم تتخيلوا فلن تبدعوا ولن تستطيعوا فهم مغزاها ) ومن يتوصل إلى مغزاها فعلا فله خالص إحترامي وتقديري لعقله المتفتح ...
... في ليلة معتادة ، أسدلت جفوني ، ثم فتحت نافذة الذكريات ، فهبت علي أحداث دافئة ، على إثرها إستغرقت في ألطف الأحلام .
... إستيقظت كشيء لم يكن ، حدقت في الساعة وهاهو يوم جديد .. فاليوم أنبعث في مضارع مجهول ، وكأنني أتصفح وريقات قديمة ، أهملها الزمان ، أو رماها صاحبها بين جمرات اللامبالاة ، كان مفهومها صمت يحكي قصة الإنسان ، وروعة التجدد ، على كل حال .. كان يومي كسابقه ، دوامة في يد طفل تائه إلا أني أدركت أمرا واحدا ، أن لكل ذكرى عطرها الخاص ، الذي نشمه مرة في حياتنا. قد لا تكون مهتما بما كتبت ، لكن تذكر من يبحثون عن نبع الخلود ، تذكر من يتمنون رشفة من نبع أسطوري ، ليعيشوا سرمدا ، ولا يدركون أن الأبدية قد لا تكون إلا ذكريات بالية ، حاكتها العقول بخيوط الخيال ، ولبستها الألسن كرداء للجهل . قد أكون مجرد فتاة في الخامسة عشر من عمرها لكنني إكتشفت شيئا من علوم الحياة ، التي لم يدركها حتى أكابر الأدباء،( ستعود ذكرياتنا عندما تنعشها طيبة طبائعنا ) أحترم من لم يوافقني في إستنتاجي هذا، لكنه حقيقة لا يشوبها الكذب ، فكلما عشنا هذه الحياة إزددنا طمعا بما فيها من مغريات ، وتخلينا عما عندنا من القيم العريقة. أنا نفسي لا أدري ما إذا كنت سأسترجع ما فقدته ، أسأنعم بالسلام الذي بعته لأشتري ذاتي ؟ أم سأظل عاجزة أمام محرمات الناس وقد ولدت حرة ؟؟؟
رجاءا لاتحرموني من ردودكم .. تحياتي